فقه اللغة
1. إن منهجية فقه اللغة تختلف عن منهجية علم اللغة. بحيث إن الأولى يدرس اللغة على أنها وسيلة لدراسة الحضارة أو الأدب من خلال اللغة، في حين تدرس الثانية اللغة لذاتها. يقول أحدهم إن التفريق بين الاصطلاحين فقه اللغة وعلم اللغة، واجب لتفريق بين دراسة اللغة باعتبارها وسيلة، وبين دراسة باعتبارها غاية في ذاتها. ويؤكد دي سوسير de Saussure أن موضوع علم اللغة الصحيح والوحيد هو اللغة في ذاتها ومن أجل ذاتها.
2. إن ميدان فقه اللغة أوسع وأشمل، إذ إن الغاية النهائية منه دراسة الحضارة والأدب، والبحث عن الحياة العقلية من جميع وجوهها، لذلك اهتم فقهاء اللغة بتقسيم اللغات وبمقارنتها بعضها مع بعض، وباعتبار صياغة النصوص القديمة لشرحها في سبيل معرفة ما تتضمنه من مضامين حضارية بمختلف وجوهها، فقه اللغة هو الأرض الواسعة بين علم اللغة من ناحية، وبين الدراسات الأدبية والإنسانية من ناحية أخرى. أما علم اللغة، فيركز على التحليل لتركيب اللغة ووصفها على أنها ميدانه الأساسي، وعندما يوسِّع علماء اللغة ميدان موضوعهم فيعالجون المعنى، فإنهم يقتربون من مجال فقه اللغة.
3. إن اصطلاح فقه اللغة سبق من الناحية الزمانية، اصطلاح علم اللغة الذي جاء لتوضيح التركيز اللغوي دون غيره أساسا للفرق بين الإثنين، وذلك واضح في وصف فقه اللغة غالبا بأنه مقارن، أما علم اللغة فهو تركيبي أو شكلي (أي يعنى بالشكل فقط ولا يعنى بما حول اللغة أو ما يتصل بالشكل اللغوي).
4. إن علم اللغة اتصف منذ نشأته بكونه علما، حسب المفهوم الدقيق لهذا المصطلح، وقد شدد معظم علماء اللغة على هذه الناحية، لكن لم يحاول أحد أن يصف فقه اللغة بكونه علما.
5. إن عمل فقهاء اللغة عمل تاريخي مقارن في أغلبه أما عمل علماء اللغة، فوصفي تقريري.